• في شوال 10 للبعثة يدخل رسول الله ﷺ مكة في جوار المطعم بن عدي بعد رحلة الطائف.  
  • يأتي موسم الحج، فيلتقي ﷺ القبائل، ويدعوهم للإسلام.
  • يدعو وفد يثرب، فيؤمن جماعة منهم ويصدقوه، ويواعدوه في الموسم القادم، ثم يعودوا إلى أهليهم يخبرونهم بشأن النبي ﷺ، فيجيبونه ويجدونه الملاذ:
  1. بعد حرب طاحنة بين الأوس والخزرج (حرب بعاث).
  2. بعدما كانت الأقلية اليهودية تهددهم به، وتقول: (قد أوشك ظهور نبي آخر الزمان الذي نجتمع تحت لوائه، ونقتلكم قتلَ عاد وإرم).
  • يؤمن سويد بن الصامت (وكان عالماً فاضلاً) فيرجع إلى المدينة فيقتله الخزرج.
  • يسلم كذلك إياس بن معاذ (شاب من الأوس) فلم يلبث أن مات هو الآخر.
  • في السنة 11للبعثة يقلّب النبي نظره إلى أي البلدين يهاجر: الحبشة أم المدينة.
  • في نفس السنة تكون رحلة الإسراء والمعراج قبيل رمضان، تؤكد للنبي ﷺ يأسَه من مكة وأهلها في المرحلة الراهنة.
  • في موسم الحج يرجع وفد يثرب باثني عشر رجلاً، يبايعوا النبي ﷺ بيعة العقبة الأولى: (أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، لا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف).
  • يرسل النبي ﷺ مصعب بن عمير يعلم مسلمي المدينة الإسلام والقرآن (أول سفير للإسلام بعمر 37سنة).
  • في السنة 12 للبعثة: يستقر مصعب في دار أسعد بن زرارة، الذي بايع النبي ﷺ يوم العقبة، وهو ابن خالة سعد بن معاذ سيد الأوس.
  • يبلغ عدد المسلمين أربعين، يقيم مصعب فيهم صلاة الجمعة (أول جمعة في الإسلام).
  • يرسل سعدُ بن معاذ صديقه أسيدَ بن حضير إلى ابن خالته أسعد - نيابة عنه، واتقاء لقطع رحمه - ليأمره بطرد مصعب، فيَصِل أسيد غاضباً، ثم يهدأ، فيُسلِم ويرجع (بغير الوجه الذي ذهب به).
  • يستفز حميَّة سعد للذهاب إلى أسعد بحجة أن بني حارثة من الخزرج يريدون قتله، فيأتي سعد بستان أسعد، ويسمع من مصعب، فيُسلِم، ويرجع إلى قومه آمراً بالإسلام (فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله).
  • يتتابع دخول أهل يثرب في الإسلام، ويستقبل رسول الله ﷺ أخبار مصعب متهللاً  
  • في موسم الحج يحضر مصعب مع وفد حجيج يثرب، ويبايع (75) منهم النبي بيعة العقبة الثانية ليلاً.
  • يحضر العباس بن عبد المطلب مع النبي، ويقول: (يا معشر الخزرج، إن محمداً منَّا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزٍّ مِن قومه ومَنَعة في بلده، وإنه قد أبى إلا ‌الانحياز إليكم، واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممَّن خالفه، فأنتم وما تحمَّلتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومَنَعة من قومه وبلده).
  • العباس ‌بن ‌عبادة يقول: يا معشر الخزرج، هل تدرون علامَ تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت - أي: نقصت - أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكةِ الأموال، وقتلِ الأشراف، فخذوه، فهو والله خيرُ الدنيا والآخرة، قالوا: فإنا نأخذه على مصيبةِ الأموال، وقتلِ الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟ قال: «الجنة». قالوا: ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه.
  • رسول الله ﷺ يبايعهم «على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم».
  • أبو الهيثم بن التيهان يؤكِّد ويتأكد: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال - يعني اليهود - حبالاً، وإنَّا قاطعوها، فهل عسيتَ إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله ﷺ، ثم قال: «بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم».
  • سادة قريش يسمعون باجتماع البيعة، فيسألون مشركي الخزرج، فينكرون، وما لهم به علم، ثم يتأكدون، فيأخذون سعد بن عبادة - وهو على أبواب مكة خارجاً -، يربطوا يديه إلى عنقه، ويضربوه، ويجذبوه بشعر رأسه، فاستجار بجبير بن المطعم والحارث بن حرب - وكان يجير لهما تجارتهما -، فأجاراه، وخلَّصاه، ولحق بقومه.
  • النبي ﷺ يأمر مَن بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها، وقال: «إن الله عز وجل قد جعل لكم إخواناً ‌وداراً ‌تأمنون بها».
  • قريش تَحُول بين المهاجرين وهجرتهم:
  1. أبو سلمة: يحولون بينه وبين زوجه وولده، فيهاجر وحيداً، ويأخذ قومُه ولدَه، وترجع أم سلمة إلى قومها من دون زوجها ولا ولدها.
  2. صهيب بن سنان الرومي: يحولون بينه وبين ماله، فيدلهم على موضع ماله.
  3. عياش بن أبي ربيعة: يحتال عليه أبو جهل وأخوه الحارث بن هشام، ويرجعانه إلى مكة موثَّقاً، ويجلداه في ضوء النهار، ويقولا: (يا أهل مكة، هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفهائنا).
  4. عمر بن الخطاب: يطوف بالبيت ويصلي بالمقام، ثم يقف على مجالسهم مجلساً مجلساً، ويقول: (من أراد أن تثكله أمه أو يُوتم ولده أو ترمَّل زوجه فليلقَني وراء هذا الوادي، فإني مهاجرٌ الآن).
  5. أبو ‌بكر يتجهز للهجرة، يستأذن النبي ﷺ فيقول له: «على ‌رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي» فيقول: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: نعم، ولم يكن الصحابة يعلمون بأن الهجرة للمدينة دائمة وعامة، ظنوها كهجرة الحبشة.
  • قريش تقترح التخلص من النبي ﷺ، بأن يُثبِتوه - يربطوه - على ناقة ويرسلوها في الصحراء حتى يهلك جوعاً وعطشاً، ثم تُجمِع على قتله بأن يرسلوا أربعين شاباً من مختلف بطون قريش فيضربوه ضربةً واحدةً فيفرَّق دمه في القبائل، ويضطر بنو عبد مناف أن يقبَلوا الدية، وما أيسرها عليهم، ويحدِّدوا موعد ذلك أول ليلة من ربيع الأول، فلا قمر فيها يفضح تحركهم في الليل.
  • في ذلك اليوم يؤذَن للنبي ﷺ بالهجرة، يزور بيت أبي بكر في وضح النهار، يقول له: «أخرج من عندك»، قال: إنما هم أهلك، قال:«فإنه قد أذن لي في الخروج»، قال:الصحبة بأبي أنت أمي!، قال:«نعم»، قال:فخذ أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين، قال:«بالثمن»، فبكى أبو بكر من الفرح، وقطعَت أسماء نطاقها وشدت به وعاء الزاد، فسماها "ذات النطاقين" يومها.
  • في غسق الليل يأمُر النبي ﷺ علياً بالمبيت في فراشه، يخرج من خوخة في داره (باب سرِّي)، يترك الراحلتين، ويتوجه ماشياً على طريق اليمن جنوباً نحو غار ثور، يتبعه عامر بن فهيرة مولى أبي بكر بغنمه يمحو آثار أقدامهما، ويأمر ﷺ عبد الله بن أبي بكر بالمبيت مع المشركين ليأتيه في الصباح بخبر ما يبيتون.
  • قبيل الفجر يقتحم المشركون دار النبي فإذا فيها علي، يدركون بأنه هاجر، ينطلقون إلى دار أبي بكر فلا يجدونه، يلطم أبو جهل أسماء بنت أبي بكر لطمة تطرح قرطها عن وجهها، ثم ينادى في أحياء العرب أن قريشاً تدفع مئة رأس من الإبل مقابل رأس محمد ﷺ.
  • قصَّاص الأثر - الذين يميزون بين قدم الذكر وقدم الأنثى في الرمال - يَصِلون بقريش إلى الغار، ثم يقولون: قد انقطع هنا أثر محمد.
  • الصدِّيق يفزع في الغار حين يراهم أمامه، يخاف على النبي ، يقول: (لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لرآنا)، فيرد ﷺ : «ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟»
  • بعد ثلاثة أيام يفتر حماس قريش في طلب النبي ، فيرسل النبي  عبد الله بن أبي بكر إلى عبد الله بن أريقط - وهو مشرك له خبرة بمسالك الطرق والشعاب -، يأخذ النبي من طرق غير مسلوكة إلى المدينة المنورة.
  • يمرون بحي "مدلج"، يراهم رجل من الحي، يخبر سراقة بن مالك، فيتبَعهما سراقة، ثم يسلِم، ويعرض عليهما الزاد.
  • المسلمون في المدينة يسمعون بخروج النبي ، فيترقبون وصوله كل يوم، من الصباح حتى لا يجدوا ظلاً، فيرجعوا، وفي الظهيرة يراه رجل من اليهود مقبلاً فينادي: (يا أهل يثرب، هذ اجَدّكم - حظكم وسعدكم - قد جاء).
  • يخرج أهل المدينة إلى النبي ، ويكون في ظل نخلة وإلى جانبه أبو بكر، فلا يعرفون النبي مِن صاحبه، فيظلُّه أبو بكر بردائه إذا تحرّك، فيعرفون النبي .
  • النبي يؤسس مسجد قباء، ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ ‌عَلَى ‌التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ﴾ [التوبة: 108]
  • يتوجه صباح الجمعة إلى المدينة، تدركه صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف، فيخطب الجمعة ويصلي بالناس.
  • يتابع نحو المدينة، يطمع كل واحد من المؤمنين بأن ينزل عنده، فيأمرهم بترك ناقته: «خلوا سبيلها، فإنها ‌مأمورة»، فتبرك في مربد لغلامين يتيمين من بني النجار، يشتري النبي المربد منهما، ويأمر أصحابه بالبدء ببناء المسجد، وينزل في دار أبي أيوب الأنصاري وهي قريبة من المسجد، ولا يرضى الطابق العلوي، «يا أبا ‌أيوب، إن أرفق بنا وبمن ‌يغشانا، أن نكون في سفل البيت»، وذلك ليلقى الناس ويدرس واقع المدينة.
  • يمكث النبي أياماً يلتقي الناس ويفهم المجتمع الجديد وموازناته القبلية والاجتماعية من سفيره مصعب، وأعيان المدينة، وعامة الناس.
  • يتابع النبي ﷺ بناء المسجد، ويشارك بيديه فيه «اللهم إن ‌العيش ‌عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجره»، ويتم بناءه بعد أشهر.
  • يعقد النبي المؤاخاة، فيختار للمهاجر المزارع أنصارياً صاحب أرض، وللمهاجر صاحب الصنعة أنصارياً صاحب مال، وللتاجر تاجراً يشاركه، ومن لا مال له ولا صنعة يبقى في صفة المسجد يقوم بحوائج الناس العامة، ويطلب العلم، ويكتب عن النبي ، ويعلِّم إخوانه من الأنصار شرائع الدين وعقائده.
  • يكتب النبي دستور المدينة (صحيفة المدينة) تنظم علاقة المسلمين فيما بينهم، وتبين حقوق وواجبات كلٍّ من المهاجرين والأنصار، وعلاقة المسلمين باليهود والمشركين داخل المدينة، وعلاقتهم بالكفار والمشركين خارج المدينة، وخاصة أهل مكة، وفي الميثاق نقاط:
  1. يتَّسم الميثاق بالبناء الواقعي والرؤية الاستراتيجية الواضحة، ولا يتسم بردة الفعل بناء على معاندة أهل مكة.
  2. كل بناء يُتوقع فيه الاختلاف (الزواج، الشراكة، المشروعات الجماعية)  يحتاج ميثاقاً.
  3. يؤكد الميثاق على أخوَّة الإسلام، (إنهم أمة واحدة من دون الناس...، بعضهم موالي لبعض، وإن سلم المؤمنين واحدة).
  4. ويؤكد على أن المسلمين سواسية (يجير عليهم أدناهم...، وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه).
  5. يؤكد على حمل مؤونة الفقير وكفالة الضعيف حال وجب عليه مال (لا يتركون مفرحاً بينهم -أي: المثقل بالدين والكثير العيال - أن يعطوه بالمعروف).
  6. عدم تحميل الأنصار عبء المهاجرين، فالمهاجرون (يتعاقلون بينهم ويفدون عانيهم).
  7. يبين أنه (لا يُقتَل مؤمن في كافر، ولا يُنصَر كافرٌ على مسلم).
  8. يفتح الباب لغير المسلمين: (ومن تبِعهم فلحِقَ بهم وجاهد معهم...، ومن تبعِنا من يهود فإن له النصر والأسوة)
  9. يحترم حق اليهود وحريتهم في دينهم، ويشركهم في حماية بلدهم، (لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم).
  10. يؤكد على حرمة دماء المسلمين وأموالهم على القرشيين خاصة، وأنه لا يجوز لمسلم أن يحول بين مسلم وحقه على قريش (لا تُجار قريش ولا من نصرها).
  11. يؤكد على المرجعية حال الخلاف: (فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله).
  • سوق المدينة: يحدد النبي موضعه، إذ ذهب إلى سوق النبيط، فنظر إليه فقال: «ليس هذا لكم بسوق»، ثُمَّ ذهب إلى سوقٍ فنظر إليه، فقال: «ليس هذا لكم بسوق»، ثُمَّ جاء رجل إلى النبي فقال: بأبي أنت وأمي، إني قد رأيت موضعاً للسوق، أفلا تنظر إليه؟ قال: «بلى»، فقام معه حتَّى جاء موضع السوق، فلما رآه أعجبه، وركضه برجله، ثُمَّ قال: «نِعمَ سوقكم هذا، فلا يُنتقَض، ولا يُضربنَّ عليه خراج» [ابن ماجه، والطبراني]
  •  في السنة الأولى يشرع الأذان، فيؤذن بلال.
  • يعقد النبي حلفاً مع القبائل حول المدينة.
  • تبدأ قريش تؤلب القبائل على حرب النبي .
  • يؤذن للنبي وأصحابه بالقتال.

 

*      *      *

 

أهم المراجع:

  • السيرة النبوية لابن هشام
  • السيرة النبوية لابن كثير.